
مشهد ضبابي ينذر باقتراب الانفجار.. نفق مظلم جديد دخلته ليبيا بأزمة اقتصادية طاحنة وانقسام سياسي وسيطرة لميليشيات حفتر في الشرق والجنوب والذي يفاوض العديد من الدول لتسليمهما مقابل البقاء في السلطة.
منذ عام 2011 تفاقم صراع النفوذ الإقليمي والدولي في ليبيا، وسيطر على المشهد مسؤولين لا يملكون الإرادة السياسية المحلية لوضع خطط سياسية وحتى اقتصادية تخفف من حدة الأزمة لتظل ليبيا فريسة أزمات متلاحقة تحرق الأخضر واليابس، فلماذا فشلت جميع الحلول؟
مسؤولون ليبيون أكدوا أنه ورغم مرور أكثر من عقد لم تنجح محاولات الأمم المتحدة المتعاقبة في إيجاد حل شامل.
لكن المبعوثين الأممين برروا فشلهم بسبب تدخل دولي شرس وبعض الأطراف التي تعرقل الحل، فتحولت ليبيا إلى ساحة مكشوفة للصراعات الخارجية وتغوّل بعض الدول، وبالفعل منذ تعيين أول مبعوث أممي إلى ليبيا، عبد الإله الخطيب، مروراً بتسعة مبعوثين آخرين، لم تشهد الأزمة الليبية سوى حلولاً واهية، واتهمت تقارير أممية دولاً بدعم أطراف ليبية مقابل امتيازات اقتصادية أو عسكرية، وحذرت ستيفاني ويليامز، المبعوثة الأممية السابقة من أن ليبيا قد تتحول إلى سوريا جديدة بسب الدول المتناحرة، واتهم المبعوث الأممي عبد الله باتيلي بعض الأطراف الليبية بالأنانية.
محللون سياسيون أكدوا كذلك أن التدخل الدولي تنامى في الجنوب الليبي والشرق، من خلال سياسات حفتر الذي استخدم الميليشيات للسيطرة على الأرض، ونهب النفط والذهب والاتجار بالبشر، ثم البحث عن دول تتمركز في القواعد العسكرية التي سيطر عليها في الجنوب والشرق، لرعاية مصالحها وتثبيت وجوده على الأرض.
وخلال هذا الصراع سيطر بعض الفسدة من معدومي الضمير على المشهد، وعمدوا لتعميق الانقسام لأنها تستفيد من الفوضى حيث تحصد الثروات عبر التحالفات مع الميليشيات أو تهريب السلاح أو أي أنشطة إجرامية.
في الختام بلغت ليبيا واقع مرير بين ساحة للصراع الدولي الذي يحركها وفقا لمطامعه، وسيطرة أطراف لن تتنازل عن مكاسبها الشخصية، لتدور في حلقة مفرغة.