تقارير ومقالات
أخر الأخبار

صديقا الأمس يحرقان تراب فزان بصراعمها الدامي

خيانة العهد لن تولد إلا نيران تحرق الجميع، ويبدو أن غدر حفتر وابنه صدام بقائد اللواء 128 حسن الزادمة لن يمر بسلام.. الزادمة الذي طالما ساعدهم في بسط نفوذهم على المناطق شرقا وجنوبا، قرر حفتر ونجله صدام التخلي عنه وتسليم مهام عمله لقائد آخر.

قصة الزادمة تحدث عنها موقع “أفريكا إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي، مشيرا إلى أن أزمة الزادمة أصبحت عاملاً رئيسياً في تصاعد التوترات القبلية في فزان، مما قد يهدد تحالفات حفتر، خاصة مع النيجر.

وأشار التقرير إلى أن التوترات بين حسن الزادمة وصدام حفتر، والوضع المضطرب في القطرون أدى إلى تصاعد العداء بين الأطراف في الجنوب الليبي، ما ينعكس سلباً على استقرار منطقة فزان ويمتد تأثيره إلى النيجر وتشاد.

ولفت التقرير إلى أن صدام حفتر كان له نظرة قاتمة تجاه النفوذ المتزايد للإخوة الزادمة الثلاثة، حسن وسالم وزيدان، في الدوائر العسكرية والسياسية والقبلية، ولكن بمحاولته إضعاف نفوذهم حيث أن لهم ثقل عسكري في الجنوب أدى لحدوث صراع كبير يتفاقم.

نوايا صدام حفتر بالقضاء على حسن الزادمة بإرسال الميليشيات للقطرون لمحاولة قتله يناير الماضي تطورت لاشتباكات أثبتت فشل حفتر وعائلته أمامها، فحاول أن يقوم بعمليات اغتيال للوصول إلى الزادمة من بينها محاولة اغتيال آمر حرس حمايته وائل قيزة والتي فشل فيها أيضا.

وفي تطور آخر، اعتقلت مليشيات حفتر المعارض النيجيري محمود صلاح في القطرون، واحتُجز في بنغازي وهو ما أثار تدخلاً فرنسياً، حيث ناقش الرئيس إيمانويل ماكرون القضية مع حفتر خلال اجتماع في قصر الإليزيه، نظراً لعلاقة هذه القضية بالتوازنات القبلية في المنطقة. فأكد تقرير “أفريكا إنتلجنس” أن ماكرون يراقب عن كثب وضع الرئيس النيجيري السابق، محمد بازوم.

منظمة العفو الدولية في ديسمبر الماضي دعت صلاح إلى إطلاق سراح بازوم، الذي أطاح به الجنرالات بقيادة عبد الرحمن تشياني في يوليو 2023، وهو ما يثير القلق من انفجار الأوضاع جنوبا، وعلى الرغم من انتشار شائعات حول إطلاق سراح صلاح، نفت مصادر مقربة منه ذلك، كما نفت ذلك حركة تنسيقية القوى الحرة في النيجر مارس الماضي.

التقرير كشف أن السيطرة على مناجم الذهب التي يريد حفتر نهبها في جنوب شرق ليبيا، القريبة من السودان وتشاد، هي أحد المحاور الأساسية للصراع بين الزادمة وحفتر.

كما أن القاعدة العسكرية في الكفرة، التي شهدت إعادة تأهيلها سراً في نوفمبر، تُستخدم حالياً كمركز لوجستي للقوات الروسية التابعة لفيلق أفريقيا، مما يمنحها أهمية استراتيجية في المنطقة، ويثير توتر دولي آخر بنشاط صراع الدول للسيطرة على ليبيا من خلال قواعد حفتر دخل فيها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا.

تقرير أفريكا إنتلجنس أوضح أن قاعدة الكفرة العسكرية موقعها الاستراتيجي ينقل من خلالها حفتر المساعدات إلى قوات الدعم السريع، التي تدمر السودان وتتقاتل مع الجيش السوداني مما يثير أزمات إفريقية عدة.

أطماع حفتر وأسرته في الجنوب الليبي وقواعده العسكرية وثرواته تثير مؤخرا المخاوف من صراع الميليشيات وتسلل الدول التي لها مطامع في الثروات والسيطرة الاستراتيجية، ومواطنو الجنوب ضحية هذه المطامع والمؤامرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى