تقارير ومقالات
أخر الأخبار

حفتر يورط الجنوب الليبي في صراع السودان المشتعل

جنوب ليبيا يئن من فرط الأزمات التي يعاني منها بسبب حفتر وأسرته وميليشياته من تهريب البشر والأسلحة والنفط والمخدرات، بالإضافة إلى نقص الخدمات والتهميش، كما أقحمه حفتر في صراعات دولية وجعل منه معبرا لأزمات أفريقيا.

ومن جديد وجهت اتهامات لحفتر بمساعدة مليشيات الدعم السريع التي تمردت على الجيش السوداني وتسببت في قتل وتشريد آلاف السودانيين، وتوعد مساعد قائد الجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا كل من يدعم الدعم السريع في قتاله ضد الأمة السودانية، وبشكل خاص ليبيا، وأثارت هذه التصريحات مخاوف من تصعيد التوتر بين البلدين ويؤثر على أمن ليبيا وعلاقاتها مع السودان، وإمكانية فرض عقوبات عليها.

وتشير تقارير إعلامية إلى تورط حفتر في توريد الأسلحة والوقود لمليشيات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل 2023 ما يتسبب في إشعال الحرب وتفاقمها. كما ذكرت التقارير أن حفتر يستخدم قواعد عسكرية ليبية خاصة في الجنوب الليبي لتزويد الدعم السريع بالأسلحة.

وبالرغم من نفي حفتر هذه الاتهامات زاعما أن قواته تنأى بنفسها عن الصراعات الخارجية، أكد محللون أن إمداد حفتر للدعم السريع بالوقود والأسلحة على فترات طويلة أثرت بشكل مباشر على تصعيد حدة الصراع بين الدعم السريع والجيش السوداني ما أدى إلى تدفق اللاجئين والأسلحة عبر الحدود الليبية، وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

كما أعرب المحللون عن خوفهم من استغلال بعض الجماعات المتطرفة والفصائل المسلحة حالة الفوضى في السودان لتعزيز وجودها في ليبيا، وتهديد أمن الحدود بين البلدين، خاصة في المنطقة الجنوبية.

ومع تقدم الجيش السوداني وسيطرته على القصر الرئاسي بالخرطوم ومناطق استراتيجية عديدة، ستكون مساندة حفتر للدعم السريع أحد أسباب تدهور العلاقات بين ليبيا والسودان، وهو ما يلقي بنتائج عكسية على التعاون المشترك في مجالات الأمن والاقتصاد ومكافحة الإرهاب.

الأمم المتحدة أكدت في تقارير أن الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها اعتمدت على خطوط إمداد عسكرية جديدة تمر عبر عدة دول من بينها ليبيا.

وخلال جلسة سابقة لمجلس الأمن، اتهم مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، ميليشيا “سبل السلام” التابعة لحفتر، المتمركزة في مدينة الكفرة المتاخمة للحدود السودانية، بإيصال شحنات ذخائر ومدافع هاون لقوات الدعم السريع.

حفتر يتعامل مع البلاد خاصة الجنوب وكأنها ملكية خاصة يستخدمها في مصالحه وصفقاته، وهو ما يجعلها في مهب ريح الأزمات والمشاكل والصراعات الدولية، ليظل الجنوب الليبي أضعف حلقات الأزمة حيث يعج بكوارث إنسانية واقتصادية متلاحقة لا تشير إلى نجاته من طيور حفتر الظلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى